للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

متحلية بحمله، متخلية لصونه إلا عن أهله، وطالما جاب أربابُها القفار في اقتفاء الآثار، واقتناء سُنة النبي صلى الله عليه وسلم المختار، فتؤُم فَرِيقَها لِتلُم تَفريقها، وتسهل على السالك طريقها، وتبين مهجورها من مسلوكها، وتُعَيِّن مقبولَ السنن -لمن رامها- من متروكها، وما حمله العدل، مما نقله الجريح، ليميز السقيم من السليم الصحيح (١).

وأين الجامح على عِنَانه (٢) ممن هو بذات الطَّلْح مليح (٣) حماية لحمى المصطفى، ودراية ترفع ذلك الشقاء عمن هو على شفا،


(١) بالأصل "ليميز السليم الصحيح من السقيم من الصحيح" ولا يستقيم المعنى عليه.
(٢) الجامح: اسم فاعل من جمح، إِذا أسرع إِسراعًا لا يرده شيء، ويطلق مجازًا على ركوب الرجل هواه فلا يمكن رده، والعِنان -بكسر العين المهملة وفتح النون- سَيْر اللِّجام، فشبه الشخص، بالجَمُوح من الخيل وهو الذي لا يرده لجام/ النهاية لابن الأثير ١/ ٢٩١، ٣/ ٢١٣ وتاج العروس ٢/ ١٣٢ ويلاحظ أن هذه العبارة ونحوها مما اشتملت عليه تلك المقدمة تمثل نزعة المؤلف الأدبية التي عرفت عنه، وإن كان الأولى تجنب ذلك في التأليف العلمي لاحتياجه لتحديد المعنى المقصود مباشرة دون مجاز أو كناية ونحوها مما يصبح المعنى بوجوده خفيًا.
(٣) الطلح، بفتح الطاء المشددة وسكون اللام- في الأصل: شجر عظام من شجر العضاة، أو شجر الموز، ويقال: موضع ذو طَلَح -بفتح أوله وثانيه- أي ذو نعمة يتمتع بها المقيم فيه، والطِّلْح -بكسر أوله وسكون ثانيه- المهزول المُجهَد من السير، "ومليح" من "ألَاح"، فهو"مليح"؛ ومقابلة هذه العبارة بما قبلها يشير إِلى أن معناها: ممن هو على جواده، شاهرًا سيفهُ، حماية لحمى المصطفى ... الخ/ انظر معجم مقاييس اللغة لابن فارس ٣/ ٤١٨ وتاج العروس ٢/ ٢١٩، ٢٣١ والنهاية لابن الأثير ٣/ ١٣١، ٤/ ٢٧٦، ومعجم البلدان ٤/ ٣٨ ولسان العرب/ مادتي: "طلح"، "لوح".

<<  <  ج: ص:  >  >>