للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فينتج إذاً: أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو المشار إليه من موسى دون (شك) ، ومع ذلك فإن موسى بيّن بما أضاف من قولٍ مقصوده١، وهو: "بأن كل نفس لاتسمع لذلك النبي وتطيعه تستأصل تلك النفس من شعبها"، فلفظة استئصال يستدل منها على أنها كانت نبوءة من موسى على نبينا صلى الله عليه وسلم، وأنه يستأصل كل من لايسمع له (بسيفه البتار) ، وأن هذه الوصية هي صادقة عليه بهذا الوجه المشروح، ولا تصدق على المسيح؛ لأن المسيح قال: إنه ماجاء ليميت أنفس الناس، وذلك يقول: تستأصل، وليست كما تصور النصارى: أنها مقولة على الخراب الذي عمله تيطس ملك روما٢، الذي خرب بيت المقدس الشريف، وقتل اليهود الذين كانوا فيها٣، وعلى ظنهم أن ذلك كان بسبب عيسى، مع أن تيطس كان غير مؤمن


١ في النسختين" أن موسى بين المخفار بالقول المضاف لهذا" وفصاحتها ما أثبت.
٢ تيطس أو تيطوس إمبراطور روماني بعد زمن المسيح عليه السلام توفي سنة ٨١م. معجم الحضارات السامية ص٢٩٠.
٣ قام الإمبراطور الروماني تيطوس حين كان قائداً لجيوش أبيه في فلسطين بحصار بيت المقدس سنة ٧٠م ثم استولى عليها بعد حصار خمسة أشهر، وقتل من أمكنه قتله من اليهود، ويقدر قتلاهم بأكثر من مليون شخص، وزالت بفعلته تلك الدولة اليهودية، ولم يصبح لهم وطن بعدها. انظر: معجم الحضارات السامية ص٢٩.

<<  <   >  >>