للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأيضا نبينا [السيد] الأعظم١ قد ورد عنه صلى الله عليه وسلم: بأنه مخلوق قبل الكون، وظهوره كان ضمن حساب التاريخ ٢.

فإذاً: من قول سليمان الذي يرمز به إلى عيسىعلى زعمكم بأن الرب خلقه قبل أن يبدع اللجج والآكام، نعلم أنّ عيسى ليس هو فوق الأزمان ولا هو أزلي، ويتبع ذلك أنه ليس بإله (حقيقي) .

وإن قلنا: إن النبوءة كانت مقولة من سليمان على جسد عيسى المخلوق، فجسدهقد كان ظهوره تحت حساب التاريخ، وليس مخلوقاً قبل الآكام كما تزعمون.٣

وأيضا داودفي هذا المعنى [في زبوره] يقول: يا رب ملجأً كنت لنا في جيل وجيل من قبل أن تكون الجبال وتخلق الأرض ٤. [وهذا يدل على أن أرواحنا مخلوقة قبل أن تخلق الأرض] ولا يفيد أننا آلهة٥أزليين، أو أنه


١ يقصد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
٢ لم أقف على شيء من هذا صحيح، وإنما روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قالوا: يارسول الله متى وجبت لك النبوة؟ قال:"وآدم بين الروح والجسد". قال الترمذي: حسن صحيح غريب.
فمعنى ذلك أنه كتبت نبوته عليه الصلاة والسلام قبل أن ينفخ في آدم الروح. انظر: الترمذي مع تحفة الأحوذي ١٠/٧٨.
٣ مراده أن نبوءة سليمان عليه السلام عن عيسى عليه السلام قد نصت على الخلق قبل الكون، ويعني هذا أنه ليس إلهاً موجوداً منذ الأزل، وإذا كانت النبوءة تتعلق بالجسد فإن الجسد إنما وجد في زمانه الذي وجد فيه وليس قبل خلق الكون.
٤ مزامير ١:٩٠.
٥ في النسختين وليس يفاد منه واستقامتها كما أثبت.

<<  <   >  >>