للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حينما كان يعرض نفسه في مكة على القبائل١قائلا: " ألا من رجل يحملني إلى قومه؟ فإن قريشا منعوني أن أبلغ كلام ربي" ٢، وأيضا اشتراطه صلى الله عليه وسلم للنصرة والمنعة على الأنصار حين اتفق معهم صلى الله عليه وسلم على الهجرة إلى المدينة بقوله صلى الله عليه وسلم: " وعلى أن تنصروني، فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة" ٣.

فيستفاد من موقفه هذا عليه الصلاة والسلام أهمية وجود الحماية والنصرة للداعية ليقوم بالبلاغ وهو مطمئن على نفسه وأتباعه من أعداء الحق٤.

ولهذا كله حرص الشيخ ـ رحمه الله ـ على الاتصال بالحاكم المناصر والمؤيد للدعوة فبدأ ذلك باتصاله بابن معمر أمير العيينة، ولكن هذا الأمير لم يستطع إكمال تلك المناصرة نتيجة لخوفه من سليمان آل محمد حاكم الأحساء فقام بإخراج الشيخ، الذي اتجه بعد ذلك إلى الدرعية، كما سبق أن عرفنا في مراحل دعوة الشيخ.


١ انظر: ابن كثير، السيرة النبوية، ١/٤٣٧.
٢ رواه الترمذي في كتاب فضائل القرآن عن رسول الله، باب ما جاء كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الترمذي: " هذا حديث حسن صحيح"، رقم: ٢٩٢٥.
٣ رواه الإمام أحمد في المسند من حديث جابر، رقم:١٤٤٥٦، وصححه الشيخ الأرناؤوط،٢٢/٣٤٨.
٤ ويدل على أهمية ذلك أيضا قوله تعالى على لسان نبيه لوط عليه السلام: {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} [هود: ٨٠] .

<<  <   >  >>