للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الغاشمين كسلطان تركيا ... "إلخ.

إلى أن قال: " وأما الدين؛ فقد غشيته غاشية سوداء، فألبست الوحدانية التي علمها صاحب الرسالة سجفا من الخرافات وقشور الصوفية، وخلت المساجد من أرباب الصلوات، وكثر عديد من الأدعياء والجهلاء وطوائف الفقراء والمساكين يخرجون من مكان إلى مكان؛ يحملون في أعناقهم التمائم والتعاويذ والسبحات، ويوهمون الناس بالباطل والشبهات، ويُرغبون في الحج إلى قبور الأولياء١، ويزينون للناس التماس الشفاعة من دفناء القبور، وغابت عن الناس فضائل القرآن، فصار يشرب الخمر والأفيون في كل مكان، وانتشرت الرذائل، وهتكت ستر الحرمات على غير خشية ولا استحياء، ونال مكة المكرمة والمدنية المنورة ما نال غيرهما من سائر مدن الإسلام، فصار الحج المقدس الذي فرضه النبي٢على من استطاعه ضربا من المستهزآت، وعلى الجملة؛ فقد بدل المسلمون غير المسلمين، وهبطوا


١ من ذلك: كتاب إحياء المقبور من أدلة استحباب بناء المساجد والقباب والقبور، مؤلفه: أبو الفيض أحمد الغماري، يقول الشيخ الألباني عن هذا الكتاب: "وهذا الكتاب من أغرب ما ابتلي به المسلمون في هذا العصر، وهو أبعد ما يكون عن البحث العلمي النزيه،.. ومؤلفه صوفي محارب لأهل التوحيد.."، انظر: تحذير الساجد، ص ٥٥ـ٥٦.
٢ هكذا قال الكاتب الأمريكي، والحقيقة أن الحج أحد أركان الإسلام، التي بني عليها، وما محمد صلى الله عليه وسلم إلا مبلغ عن ربه عز وجل.

<<  <   >  >>