للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: ٩] .

لكن مقصودنا أن الجهود الدعوية المبذولة في ذلك القرن لم تكن لتواكب تلك الانحرافات الخطيرة في حياة المسلمين، وعقائدهم وبعدهم عن التطبيق الصحيح لدين الإسلام.

وبعد ذكر الحالة الدينية الضالة التي كانت قبل قيام الشيخ محمد بالدعوة نسوق فيما يلي مثالا لأقوال المنصفين، وذلك فيما يقوله لوثروب ستودارد الأمريكي في كتابه "حاضر العالم الإسلامي" بترجمة الأستاذ عجاج نويهض، وتعليق شكيب أرسلان.

فيذكر في الفصل الأول تحت عنوان: "اليقظة الإسلامية" ما نصه:

"في القرن الثامن عشر الميلادي ـ الثاني عشر الهجري ـ كان العالم الإسلامي قد بلغ من التضعضع أعظم مبلغ، ومن التدني والانحطاط أعمق دركة؛ وأطبقت الظلمة على كل صقع من أصقاعه، وانتشر فيه فساد الأخلاق والآداب، وتلاشى ما كان باقيا من آثار التهذيب العربي، واستغرقت الأمم الإسلامية في اتباع الأهواء والشهوات، وماتت الفضيلة في الناس، وساد الجهل، وانطفأت قبسات العلم الضئيلة، وانقلبت الحكومات الإسلامية إلى مطايا استبداد وفوضى واغتيال؛ فليس يرى في العالم الإسلامي ذلك العهد سوى المستبدين

<<  <   >  >>