٢ ابن القيم، زاد (٢/١٥٩) ، قلت: ما أقدم عليه أصحاب السرية من أكل الخبط دليل على قوة شكيمتهم، وتمتعهم بفكر سليم هداهم إلى أكل ورق الشجر كي يبقوا على أنفسهم ولا يستسلموا للجوع فيُقضى عليهم، مع عظيم توكلهم على الله عز وجل الذي لم يخب ظنهم فأطعمهم رزقا من عنده من حيث لا يحتسبون. وصدق الله القائل في محكم كتابه: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} الطلاق (٢-٣) . وقد سمعنا في وقتنا الحاضر بأن الجيوش الحديثة لديها فرق خاصة تسمى (قوات الصاعقة) يتم تدريبها تدريبا عنيفا يتضمن تعويدهم على أكل ورق الشجر وغيره استعدادا لما قد يلاقونه من جوع في مهماتهم، وقد رأينا الصحابة رضي الله عنهم، في هذه السرية يأكلون ورق الشجر، كل تلك الفترة بدون تدريب مسبق على ذلك، وليس ذلك بمستغرب من جنود سامية أهدافهم يملأ الإيمان جوانحهم. ٣ مسلم بشرح النووي (١٣/٨٦) . ٤ المائدة (٣) . ٥ المائدة (٩٦) .