لكل دولة أعداء، وهؤلاء إما يكونوا على شكل جماعات منفصلة لها معسكرها الخاص بها، وإما يكونوا مندسين ضمن جماعات مسالمة أو معاهدة، وربما يخضعون لسيادة الدولة نفسها.
والأعداء الظاهرون يتم التعامل معهم صراحة وبشكل مباشر ومعلن. أما الأشخاص المندسون في الجماعات غير المعادية فيصعب التعامل معهم مباشرة، نظرا لوقوعهم تحت مظلة العهد المبرم مع قومهم، وتمتعهم بحمايتهم، فيستغلون هذا الموضع لتنفيذ مخططاتهم العدائية ضد الدولة من تحريض، وبثٍّ لأسباب الفرقة والشقاق، مع مؤازرة أعداء الدولة أو موالاتهم. وهذا العدو خطره أكبر بكثير من العدو الظاهر المعلِن للعداء، ويكون التعامل معه فيه نوع من الحيطة، والحذر، والترقب مع تحين الفرص المناسبة للقضاء عليه.
وأحسن وسيلة تحقق هذا الغرض هي استعمال الحيلة بشتى أساليبها لاستدراجه بعيدا عن قاعدته الأمنية، أو مباغتته فيها والقضاء عليه دون إثارة انتباه الآخرين.
وهذا العمل تقوم به الآن الدول المتقدمة، وتعتبره أسلوبا من أساليب الحرب المطورة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم له قصب السبق في استحداث هذا الأسلوب المتطور، فقد أحسن التعامل مع التوعيات المختلفة مع الأعداء، حيث استطاع عليه الصلاة والسلام بحنكته العسكرية الفذة أن يواجه أعداءه، ويتغلب عليهم بشتى الطرق الممكنة كلٌّ بحسب وضعه. فمن رأى أنه يستطيع القضاء عليه