بأيسر الطرق دونما إراقة دماء كثيرة أرسل إليه (فرقة مغاوير) للقضاء عليه قبل أن يستفحل أمره ويقوى كيده.
وهكذا نراه دائم الحذر يحرص دائما على مراقبة أعدائه، وتتبع أخبارهم ونشاطاتهم المعادية أولا بأول، مما يعطينا دلالة واضحة على أنه كان يستخدم الأسلوب المسمى اليوم (بالمخابرات) مع البون الشاسع في الأساليب والإمكانيات.
إن فرق المغاوير ونظم المخابرات تحتل اليوم حيزًا كبيرا ومهمًّا في جيوش الدول الحديثة، بل إنها تعتمد عليها في كل الأوقات سلمًا وحربًا لتنفيذ أغراضها ومخططاتها.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يلجأ لأسلوب تحشيد سرايا يوكل إليها القيام بالمهمات الصعبة، إلا بعد ظهور طائفة من الأعداء عرف بثاقب بصره العسكري المحنك، أنه يمكن القضاء عليهم بطرق ميسرة وتحول دونما إراقة دماء كثيرة، وهو الهدف الذي كان طالما كان يسعى إليه في صراعه مع أعدائه، كما أنها قد تحقق له من النتائج أفضل ما قد تحققه بعض المعارك الميدانية المكشوفة من إثارة الرعب في نفوس الأعداء، وردع كل من حاول منهم القيام بمثل ما قام به أولئك، مع إخماد ما قاموا به من التحريض وإثارة الفتنة في مهدها، والقصاص العادل من الخونة ومثيري الأحزاب.
فعدو مثل كعب بن الأشرف مرتبط مع الدولة التي يتفيأ ظلال حمايتها بمعاهدة وخاضع لسيادتها، عندما يقوم بتجاهل كل ذلك، فينقض العهد والميثاق ويوالي أعداء الدولة ألا يعتبر خائنًا لها، ومحاربًا مهدور الدم يجب قتله واستئصال شره.
ورجل مثل أبي سفيان بن حرب يخطط لمؤامرة تستهدف حياة النبي صلى الله عليه وسلم