للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المتزايد عقب أُحد وتحركاتهم المشبوهة، وتعليمية تلبيةً لرغبة بعض الأعراب الذين أظهروا الإسلام وطلبوا بعض المعلمين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليفقهوهم في الدين

ومع اتفاق أهل المغازي في مهمة هذه السرية اختلفوا في تحديد تاريخها، فمنهم من ذكرها بعد أُحد ضمن أحداث السنة الثالثة الهجرية١.

ومنهم من حددها بشهر صفر على رأس ستة وثلاثين شهرًا، يعني في بداية السنة الرابعة٢.

وحددها البعض بمنتصف شهر صفر آخر السنة الثالثة٣.

وعلى كل حال انطلقت الدورية في مسير اقترابي حذر كما تذكر بعض الروايات٤ "حتى إذا كانوا بالهدأة٥- وهو بين عسفان ومكة- ذُكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان٦ فنفروا لهم قريبا من مائتي رجل٧، كلهم رام، فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم تمرًا –تزودوه- من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب، فاقتصوا آثارهم٨.


١ ذكر ذلك ابن إسحاق مرسلا عن شيخه عاصم. انظر ابن هشام، سيرة (٣/١٦٩) .
ورواه البخاري تعليقا. انظر ابن حجر، فتح (٧/٣٧٨) .
٢ انظر الواقدي، مغازي (١/٣٥٤) ، وابن سعد، طبقات (٢/٥٥) ، والبلاذري، أنساب (٣٧٥) ، وذكرها ابن الأثير في أحداث السنة الرابعة. ابن الأثير علي بن أبي أكرم، الكامل في التاريخ (٢/١٦٧) .
٣ مثل ابن حزم، جوامع (١٧٦) ، وابن عبد البر، درر (١٦٨) .
٤ في رواية أبي معشر في مغازيه: "وكانوا يسيرون الليل ويكمنون النهار". أورد ذلك عنه ابن حجر، فتح (٧/٣٨١) .
٥ الهدأة: قال البلادي: الهدة واد بمر شمال مكة، وعلى يمين الجادة إلى عسفان. البلادي: معجم (١٣٨) .
٦ قال ابن حجر: لحيان هو ابن هذيل نفسه، وهذيل هو ابن مدركة بن إلياس بن مضر. وزعم الهمداني النسابة أن أهل بني لحيان من بقايا جرهم دخلوا في هذيل فنسبوا إليهم. فتح الباري (٧/٣٨١) . وانظر الكلبي، جمهرة (١٣٠) .
٧ في رواية إبراهيم بن موسى: "تبعوهم بقرب من مائة رام". ابن حجر، فتح (٧/٣٧٨) .
وقد حاول ابن حجر الجمع بين الروايتين بأن تكون المائة الأخرى غير رماة. فتح الباري (٧/٣٨١) .
٨ من رواية شعيب في الجهاد. انظر ابن حجر، فتح (٦/١٦٦) .

<<  <   >  >>