للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عقب فتح مكة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سراياه وبعوثه حولها لإخضاع قبائل الأعراب الحليفة لقريش، والتي كانت تكوِّن كتلة الأحابيش التي شاركت ضمن الجيوش القرشية التي خاضت بدرا وأحدا والخندق ضد المسلمين، وذلك إكمالا لإحكام سيطرة المسلمين على المنطقة ونشر الدعوة فيها، وفتح الطريق أمامهم إلى الطائف ثاني أكبر معاقل الوثنية في الجزيرة العربية آنذاك، والتي كانت تمثل حاجزا أمام نشر الدعوة الإسلامية فيها.

وكان من تلك البعوث (دورية قتال) دعوية، هدفها بني جذيمة١، يذكر أهل المغازي أن قوتها كانت حوالي ثلثمائة وخمسين رجلا من المهاجرين والأنصار٢، ورجال من بعض القبائل العربية المسلمة كسليم، وبني مدلج بن مرة٣، وكان بعض كبار الصحابة رضي الله عنهم مثل عبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن عمر، وأبي قتادة، وسالم مولى أبي حذيفة٤، جنودا ضمن أفراد هذه الدورية التي أُسندت القيادة فيها إلى سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه.

وفي شهر شوال من السنة الثامنة الهجرية، قبيل الخروج إلى حنين، كما يذكر أهل المغازي٥، تحركت الدورية في مسيرها الاقترابي نحو هدفها.


١ أجمعت مصادر أهل المغازي على أن هذه السرية كانت دعوية. انظر، ابن هشام سيرة (٥/٤٢٨) ، والواقدي، مغازي (٣/٨٧٥) ، وابن سعد، طبقات (٢/١٤٧) .
وأشار رواية أهل الحديث إلى ذلك ضمن السياق. انظر ابن حجر، فتح (٨/٥٧) ، والبنا، الفتح الرباني (٢١/١٦٧) .
٢ ذكر ذلك الواقدي، مغازي (٣/٨٧٥) ، وابن سعد، طبقات (٢/١٤٧) .
٣ ذكر ذلك ابن إسحاق في روايته. انظر ابن هشام، سيرة (٤/٤٢٩) في حين لم يذكر الواقدي وكاتبه غير بني سليم معهم.
٤ ترددت هذه الأسماء عند كل من: ابن إسحاق، ابن هشام، سيرة (٤/٤٣٠-٤٣١) والواقدي، مغازي (٣/٨٧٧-٨٨٠-٨٨١) .
٥ انظر ابن هشام، سيرة (٤/٤٢٨) ، والواقدي، مغازي (٣/٨٧٥) وكان الذي حددها بشهر شوال ابن سعد، طبقات (٢/١٤٧) .

<<  <   >  >>