للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم، حيث قال عبد الله رضي الله عنه: والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره"١.

ويذكر الواقدي أن بني سليم قتلوا كل من كان في أيديهم، وأما المهاجرون والأنصار فأرسلوا أسراهم، فكان عدد قتلى بني جذيمة قريبا من ثلاثين رجلا٢، منهم رجل غير جذيمي ساقته منيته وأودى به عشقه لامرأة جذيمية إلى مصيره المحتوم٣.

وعند رجوع السرية من مهمتها رفع المعارضون لخالد تقريرا مفصلا بما حدث للقائد الأعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي عبَّر عن إنكاره لفعل خالد بقوله: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد"٤. قالها مرتين.

ووقع في رواية ابن إسحاق المنقطعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه بمال فودى لهم الدماء وما أصيب لهم من الأموال وزادهم فوق ذلك إحسانا إليهم وتطييبا لنفوسهم٥٦.


١ من رواية الزهري.انظر ابن حجر، فتح (٨/٥٧، ١٣/١٨١) .
٢ الواقدي، مغازي (٣/٨٨٤) .
٣ وردت عدة روايات حول قصة هذا الرجل، منها رواية ابن عباس رضي الله عنهما أخرجها الطبراني، معجم (١١/٣٧٠) ، والبيهقي، دلائل (٥/١١٧-١١٨) . كلاهما من طريق النسائي الذي لم أجد روايته في كتاب السنن المتداول، وإن كان ابن حجر قد صحَّح إسناده. انظر ابن حجر، فتح (٨/٥٨) .
وجاء في الرواية ما يلي: "فقال: إني لست منهم، إني عشقت امرأة منهم، فدعوني أنظر إليها نظرة –قال فيه-: فضربوا عنقه، فجاءت المرأة فوقعت عليه فشهقت شهقة أو شهقتين ثم ماتت. فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال: "أما كان فيكم رجل رحيم". ووردت الرواية بسياقات مختلفة نوعًا ما عند كل من الحميدي، المسند (٢/٣٥٩-٣٦٠-٣٦١) ، والبزار. انظر الهيثمي، كشف الأستار (٢/٢٩٠) ، وابن سعد، طبقات (٢/١٤٩) ، والطبراني. انظر الهيثمي، مجمع (٥/٣٢٤-٣٢٥) كل منهم بسنده عن عاصم المزني رضي الله عنه وقال عنه الهيثمي: رواه الطبراني والبزار وإسنادهما حسن. ورواه ابن إسحاق، انظر ابن هشام، سيرة (٤/٤٣٣) ، الطبري، تاريخ (٣/٦٨) بسنده عن ابن أبي حدرد.
٤ ابن حجر، فتح (٨/٥٧) ، القسطلاني، إرشاد الساري (٦/٤١٧) .
٥ انظر ابن هشام، سيرة (٤/٤٣٠) .
٦ خبر السرية في مجمله صحيح. أخرجه البخاري في الصحيح. انظر ابن حجر، فتح (٦/٢٧٤، ٨/٥٧، ١٣/١٨١) ، والقسطلاني، إرشاد (٦/٤١٦-٤١٧) .
وأخرجه الإمام أحمد. انظر البنا، الفتح الرباني (٢١/١٦٧) .=

<<  <   >  >>