قلت: لم يرد هذا الكلام في نسخة الصحاح المتداولة، ولعل الشامي اطلع على نسخة مغايرة. ويذكر ابن الكلبي في مكان آخر من كتابه "الأصنام" أنه كان برهاط من أرض ينبع. ابن الكلبي، الأصنام (ص ٩) ، وربما كان ذلك ذهولا منه فإن رهاط تقع بعيدا عن ينبع، ولا أدري كيف وقع ذلك التناقض منه رحمه الله حيث لم يذكر أحد وجود مكان في منطقة ينبع يسمى برهاط، كما أن ديار هذيل وهم أهل هذا الصنم وسدنته سابقا بعيدة عن منطقة ينبع. يقول البلادي: رهاط واد هو صدر وادي غران، ووادي غران يمر شمال عسفان على نحو (٨٥) كيلا من مكة شمالا، وكان من ديار هذيل، أما اليوم فهو مشترك بين الروقة من عتيبة، ومعبد بن حرب، البلادي، معجم (١٤٣) . ١ ذكر ذلك عن الواقدي الطبري. تاريخ (٣/٦٦) . وذكر ابن حجر أن هذا شاذ. فتح الباري (٨/٦٦٩) . ٢ ذكره عن الواقدي وابن سعد، الشامي، سبل (٦/٣٠٣) . ٣ الخبر رواه ابن سعد عن جمع شيوخه وهذا لفظه. طبقات (٢/١٤٦) . كما رواه الواقدي، مغازي (٢/٨٧٠) ، ونقله عنه بإيجاز الطبري، تاريخ (٣/٦٦) ، والشامي عنه وعن ابن سعد، سبل (٦/٣٠٣) ، والحلبي، سيرة (٣/٢٠٩) دون أن يشير إلى ذلك. وبهذا يكون الخبر ضعيفًا حديثيًّا، ولكنه يدخل ضمن نطاق الأخبار التي ذكرت بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعض السرايا والبعوث لتحطيم الأصنام بعد فتح مكة، وسواع أحد هذه الأصنام، وبذلك يمكن الاستئناس بهذا الخبر تاريخيًّا. والله أعلم.