للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد حلق رأسه، فلما رأوه أمنوا وقالوا: عُمار، لا بأس عليكم منهم"١.

وفي الحال عقد عبد الله بن جحش رضي الله عنه مع أصحابه مؤتمرًا حربيًّا مصغرًا تداولوا فيه الرأي حول القافلة هل يهجمون عليها؟، ويستغلون هذه الفرصة المواتية من غرة عدو طالما أفلت منهم نتيجة حذره الشديد، ولكن الشهر الحرام، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأمرهم بقتال فيه، أيتركونهم لأجل ذلك؟ ولكن هل راعت قريش الحرمات عندما طردتهم من ديارهم واستولت على أموالهم، وصدتهم عن سبيل الله؟ إذًا فليعاملوهم بالمثل والبادي أظلم، وأخيرًا خرجوا بقرار جماعي حاسم بالهجوم عليهم و"قتل من قدروا عليه منهم، وأخذ ما معهم"٢ فاشتبكوا معهم في قتال سريع خاطف حيث "رمى واقد بن عبد الله التميمي٣ عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله، واستأسر عثمان بن عبد الله، والحكم بن كيسان، وأفلت القوم نوفل بن عبد الله، فأعجزهم، وأقبل عبد الله بن جحش بالعير وبالأسيرين حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة"٤ فوقف العير والأسيرين"٥ قائلاً لهم: "ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام"٦ ويصل الخبر إلى قريش فثارت ثائرتها وشنت هجومًا إعلاميًّا مركزًا تخللته دعايات مغرضة ضد المسلمين استغلت فيها التعاليم الإبراهمية التي لا زالت بعض آثارها باقية في المجتمع الجاهلي حتى ذلك الوقت من تحريم


١ من رواية ابن إسحاق عن عروة. انظر ابن هشام، سيرة (٢/٦٠٣) ، والبيهقي، سنن (٩/٥٩) ، ودلائل (٣/١٩) .
٢ المصدر السابق.
٣ واقد بن عبد الله بن عبد مناف بن عرين بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم التميمي الحنظلي اليربوعي حليف بني كعب بن عدي، أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، شهد بدرا وأحدا، والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات في أول قيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يحفظ عنه حديث، وليس له عقب. انظر خليفة بن خياط، الطبقات (٢٣) ، وابن سعد، طبقات (٣/٣٩٠) ، وابن حجر، إصابة (٣/٦٢٨) .
٤ من رواية ابن إسحاق عن عروة. انظر ابن هشام، سيرة (٢/٦٠٣) واللفظ له، والبيهقي، سنن (٩/٥٩) ، ودلائل (٣/١٩) .
٥ المصدر السابق.
٦ المصدر السابق.

<<  <   >  >>