للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتخلفوا عن أمر رسول الله ص "فمضى ومضى معه أصحابه لم يتخلف عنه منهم أحد، وسلك على الحجاز حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له بحران١ أضل سعد بن أبي وقاص، وعتبة بن غزوان بعيرًا لهما كانا يعتقبانه"٢ ولأنه لم تكن هنالك وسيلة تنقلهما غير البعير الذي أضلاه، ولأن المهمة سرية لا تحتمل التأخير وأهم عنصر فيها الوقت الذي يعتبر أساسيًّا لعنصر المباغتة استأذنا القائد في التخلف عنه في طلبه حتى لا يكونا سببًا في تعطيل مسير السرية الاقترابي نحو الهدف، لعلهما يجدانه فيلحقا بهم فيما بعد، فأذن لهما "فتخلفا في طلبه. ومضى عبد الله بن جحش وبقية أصحابه حتى نزل بنخلة، فمرت به عير لقريش تحمل زبيبًا، وأدمًا٣، وتجارة من تجارة قريش، فيها عمرو بن الحضرمي، وعثمان بن عبد الله بن المغيرة، وأخوه نوفل بن عبد الله المخزوميان، والحكم بن كيسان مولى هشام بن المغيرة، فلما رآهم القوم هابوهم وقد نزلوا قريبًا منهم"٤ ولكنهم ما لبثوا أن اطمأنوا إليهم بعد الخطة التمويهية الذكية التي قام بها بعض أفراد السرية عندما"أشرف لهم عكاشة بن محصن٥


١ بحران: بفتح أوله، على وزن فعلان معدن بالحجاز، مذكور في رسم الفرع. البكري، معجم (٣/٢٢٨) ، وهو جبل يضرب إلى الخضرة والسمرة بين وادي حجر المعروف قديمًا بالسائرة، أو مر عنيب المعروف اليوم بمصر وبوادي رابغ. يقع بحران عند التقائهما يفترقان عنه شرق مدينة رابغ على (٩٠) كيلاً وهو في ديار زبيد بن حرب. البلادي، معجم معالم السيرة (٤٠) .
٢ من رواية ابن إسحاق عن عروة. انظر ابن هشام، سيرة (٢/٦٠٢-٦٠٣) والبيهقي، سنن (٩/٥٨) ، ودلائل (٣/١٩) .
٣ أدمًا: جمع أديم وهو الجلد. ابن منظور، لسان، مادة (أدم) .
٤ ابن هشام، سيرة (٢/٦٠٢) ، والبيهقي، سنن (٩/٥٨) ، ودلائل (٣/١٩) .
٥ في رواية ابن بكير عند البيهقي "أشرف لهم واقد بن عبد الله". انظر البيهقي، سنن (٩/٥٨) ، ودلائل (٣/١٩) ، وابن حجر، إصابة (٣/٦٢٨) وذلك خلاف ما عليه أهل المغازي، إلا ما كان من البلاذري الذي شذ عن الجميع بقوله: إن واقد بن عبد الله، وعكاشة بن محصن رأيا الحكم بن كيسان محلوق الرأس.... إلخ.
راجع البلاذري، أنساب (٣٧٢) . وعكاشة: بضم أوله بن محصن بن قيس بن مرة بن بكير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي حليف بني عبد شمس، من السابقين الأولين، شهد بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقع ذكره في الصحيحين في السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب، استشهد في قتال الردة. انظر ابن سعد، طبقات (٣/٩٢) ، وابن حجر، إصابة (٢/٤٩٤) .

<<  <   >  >>