للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فظهر عليه بعض الأبطال من الرجال، وصار بينهم قتال، ثم لما كان من اليوم الثاني قذف الله في قلبه الرعب فارتحل١ من الرياض لم يحصل على طائل، وقد قتل من قومه نحو٢ من خمسين رجلاً، ثم سار إلى "شقراء" فحاصرها مدة نحواً من نصف شهر، فلما علم أن عبد العزيز بن عبد الرحمن قد وصل إلى الرياض راجعاً من الكويت ارتحل من "الوشم" ونزل القصيم، ولما رأي ابن رشيد أن أمور ابن سعود قد استصعبت عليه، وعشائر نجد التجأت إليه، لم يجد مندوحة عن الالتجاء إلى الدولة العثمانية، والاستنصار بها، فلما عزم على ذلك الأمر جعل في القصيم جنوداً من قومه، وأمر عليهم "ماجد بن حمود" وحفظ الحصن الذي في "بريدة" بالرجال والأزواد، وحفها بالأجناد، وبعث سرية من قومه، وأمر عليهم "حسين بن جراد" إلى بادية حرب، وأمره أن يسير بهم إلى قرى الوشم، وينزل بها هناك، حتى يقدم إليهم بالعساكر العثمانية، وأرسل رسله إلى باشات بغداد بعد أن قرب من تلك البلاد، فاستجاشها وأثارها بالبخاشيش، فأمدوه بالأجناد، فعند ذلك انتهز الفرصة الإمام عبد الرحمن فأمر ابنه عبد العزيز فأغار بالجيوش الإسلامية والجنود الحنيفية


١ في ط المنار: "فارتجل".
٢ في ط المنار: "نحوا"، وما أثبته هو الصواب لغة.

<<  <   >  >>