ثم اعلم أيها الواقف على هذا الكتاب، والناظر في هذا الجواب، أنا قد حررنا فيما مضى شيئاً يسيراً على ما افتراه هذا العراقي على الوهابية، من الكذب والزور، والإفك والفجور، بزعمه أنهم نزعوا إلى الدولة الأجنبية -يعني الإنكليز النصارى- وأنهم استعانوا بهم، كما ذكره في مقدمة رسالته. وفي آخرها قال:
(فتراها تكفر من يتوسل إلى الله تعالى بنبيه صلى الله عليه وسلم، ويستعين باستشفاعه إلى الله تعالى على قضاء حوائجه، وهي لا تخجل إذ تستعين بدولة الكفر على قضاء حاجتها التي هي قهر المسلمين وحربهم، وشق عصاهم، والمروق عن طاعة أمير المؤمنين الذي أمر الله تعالى في كتابه المبين بلزوم طاعته -كما بسطناه في مقدمات الرسالة- وتتخذ أعداء الدين أولياء، تستمد منهم في إحضار القوى التي تسعى بها إلى الفساد، وتلج بها في الغواية والعناد، قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ} [المائدة: