للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أثرهم على الناس، وما أقبح أثر الناس عليهم١"، إلى آخر كلامه.

وقد شهد أهل العلم والفضل من أهل عصره أنه أظهر توحيد الله وجدد دينه، ودعا إليه كما تقدم ذكره عن الإمام حسين بن غنام، ومحمد بن إسماعيل الصنعاني، ومحمد بن أحمد الحفظي٢، وغيرهم من علماء أهل الأمصار.

وقد كان من المعلوم عند كل عاقل خبر الناس، وعرف أحوالهم، وسمع شيئاً من أخبارهم وتواريخهم: أن أهل نجد وغيرهم ممن تبع دعوة الشيخ واستجاب لدعوته من سكان جزيرة العرب كانوا على غاية من الجهالة والضلالة والفقر والعالة، لا يستريب في ذلك عاقل، ولا يجادل فيه عارف، كانوا من أمر دينهم في جاهلية، يدعون الصالحين ويعتقدون في الأشجار والأحجار، والغيران٣، يطوفون بقبور الأولياء، ويرتجون الخير والنصر من جهتها،


١ ذكرها الإمام أحمد في مقدمة رده على الزنادقة والجهمية (ص ٤ من الشذرات) ، قال شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن تيمية –رحمه الله تعالى- في كتاب درء تعارض العقل والنقل ١/١٩: ويروي نحو هذه الخطبة عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كما ذكر ذلك محمد بن وضاح في كتاب الحوادث والبدع اهـ. وانظر كتاب ابن وضاح ص ٣.
٢ ص ٣٦ و٨١ و٨٣.
٣ جمع غار، وسبق حالهم ص ٢١ وما بعدها.

<<  <   >  >>