للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: (إنما هي قد عبدت الوثن، حيث إنها جعلت معبودها جسماً) .. إلى آخره.

فأقول: قد تقدم نفي الجسمية عن الله تعالى، والوهابية ما عبدت إلا إلهاً واحداً، أحداً صمداً لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد. ولا تعقل إلهاً أحداً صمداً ليس على السماء فوق العرش، بائناً من خلقه، ولا وجه له ولا يدين، ولا ينزل إلى سماء الدنيا، ولا يصعد، ولا يشار إليه في السماء، وإنما تعقل إلهاً موجوداً واحداً فوق سماواته بجميع أسمائه وصفاته ونعوت جلاله. وأنتم إنما معبودكم العدم المحض، ولا تثبتون إلا إلها مقدراً في الأذهان لا حقيقة في الخارج، فتعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.

وأما كونه جالساً على عرشه، فقد جاء الخبر بذلك.

قال الإمام عبد الله ابن الإمام أحمد في كتاب "السنة" في الرد على الجهمية، قال: حدثني أبي، وعبد الأعلى بن حماد النرسي١، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة،


١ انظر التعليق ص ١٧٧.

<<  <   >  >>