للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على ما فيه الكفاية إن شاء الله تعالى. انتهى.

فقول الشاعر:

قد استوى بشر على العراق

أي: ملكها، واحتوى عليها، وحازها.

ولو كان الله مستوياً على العرش بمعنى الاستيلاء -وهو عز وجل مستولٍ على الأشياء كلها- لكان مستوياً على العرش وعلى الأرض، وعلى السماء وعلى الحشوش، والأقذار لأنه قادر على الأشياء، مستولٍ عليها.

وإذا كان قادراً١ على الأشياء كلها، ولم يجز عند أحد من المسلمين أن يقول: إن الله مستوٍ على الحشوش والأخلية: لم يجز أن يكون الاستواء على العرش. الاستيلاء الذي هو عام في الأشياء كلها، ووجب أن يكون معنى الاستواء يختص بالعرش دون الأشياء كلها، فيكون استواؤه على العرش علوه عليه، وارتفاعه، كما هو مذهب سلف الأمة وأئمتها، وقد تقدم بيان ذلك.

ثم قال العراقي: (وقوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} [الفجر:٢٢] أي: جاء أمره، وقوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّب} [فاطر: ١٠] أي: يرتضيه،


١ في ط الرياض: "قادر".

<<  <   >  >>