للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عراض الوجوه صغار الأعين، حتى ينزلوا على شط النهر، فيفترق أهلها ثلاث فرق، فرقة يأخذون أذناب البقر والبرية، وهلكوا، وفرقة يأخذون لأنفسهم، وكفروا، وفرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهروهم ويقاتلون وأولئك هم الشهداء" ١.

فأخبر في هذا الحديث أن أولئك هم الشهداء، وأنهم مخصوصون بالشهادة دون سائر الشهداء، كما يستفاد من الجملة الاسمية المعرفة الطرفين، ومن ضمير الفصل المقحم بين المبتدأ والخبر، والحصر –وإن كان ادعائياً- فهو يدل على شرف الصنف وفضيلته. انتهى.

وكذلك قوله تعالى في المنافقين: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} [المنافقون: ٤] فهذا يدل على شدة عداوتهم من بين سائر الكفار، لا على أنه لا عدو سواهم، وكذلك قوله: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} [النحل:١٠٥] ، {فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: ٤٥] ، وهذا بين بحمد الله لا خفاء به، مع أنه ورد في حديث آخر: "الدعاء مخ العبادة" من حديث أنس٢، مع أن الحصر أو القصر في قوله صلى الله عليه وسلم:


١ رواه أحمد ٥/٤٠ و٤٤-٤٥، وأبو داود (٤٣٠٦) ، وحسنه الألباني حفظه الله في المشكاة (٥٤٣٢) .
٢ رواه الترمذي ٥/٤٥٦، والطبراني في الأوسط وفي الدعاء (٨) واستغربه الترمذي، وقال هو والطبراني: (تفرد به ابن لهيعة) ، وفيه مقال مشهور وانظر هاهنا ص ٤٧٦.

<<  <   >  >>