للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثالث: أن ابن لهيعة كان إماماً محدثاً، من أفاضل العلماء، ولم ينقمه أحد بالغلو في الأنبياء ولا الصالحين، ولا بشيء من العقائد المبتدعة المحدثة في الإسلام، ولكنه كان يدلس على الضعفاء، ثم احترقت كتبه، وليس هذا الحديث من الأحاديث التي دلس فيها، فمن هنا قال فيه من قال.

قال عمرو بن علي: من كتب عنه قبل احتراق كتبه مثل ابن المبارك وابن المقري أصح ممن كتبه عنه بعد احتراقها١.

وقال ابن وهب: كان ابن لهيعة صادقاً، وقال ابن وهب أيضاً: حدثني الصادق البار -والله- عبد الله بن لهيعة.


١ في حاشية "النفح الشذي" ٢/٨٣١ –عندما نقل ابن سيد الناس عبارة عمرو بن علي الفلاس المتقدمة في ابن لهيعة:
كذا جاءت تلك الرواية عن الفلاس في الميزان ٢/٤٧٧، وشرح العلل لابن رجب ١/٣٧، ولكن جاء في رواية ابن أبي حاتم /الجرح والتعديل ٥/١٤٧، وابن عدي (الكامل) ٤/٤٦٣، وكذا في السير ٨/٢١ قول الفلاس في آخر تلك الرواية ما نصه: "وهو ضعيف الحديث"، فهذا تضعيف مطلق لابن لهيعة، ومتصل السياق بالتفصيل السابق، فيشمل ما قبل الاحتراق، وما بعده، وإن تفاوتا في درجة الضعف، وبذلك لا يكون مقصود الفلاس بقوله: "أصح" هو الصحة الاصطلاحية ... اهـ.

<<  <   >  >>