للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لم يذكره عنه. وأجابه على ذلك شيخنا الشيخ عبد اللطيف فقال:

والجواب أن يقال: الله أكبر على هؤلاء الضلال الكاذبين على الله وعلى رسله، المبدلين لدينه، المحرفين للكلم عن مواضعه، وهذا الكلام الذي ذكره العراقي جمع فيه من التحريف والإلحاد والكذب والقول في كتاب الله برأيه، ما سيمر بك بيانه مفصلاً، وفي الحديث "من قال في القرآن برأيه –وفي رواية بما لا يعلم- فليتبوأ مقعده من النار" ١ وقد تكلم الحافظ ابن كثير على قوله


١ أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" ١/٢٣٣-٢٦٩، وأبو داود فيما نسب إليه المزي في "تحفة الأشراف" ٤/٤٢٣ –ولعله في غير رواية الؤلؤي فإني لم أجده فيها، وهي المتداولة بين الناس- والترمذي ٥/١٩٩، وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي في "السنن الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" ٤/٤٢٣، والطبري في "تفسيره ١/٣٤، والبغوي في "شرح السنة" ١/٢٥٧-٢٥٨، جميعهم من طريق عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ... به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" على هذا الحديث ١/١٤٧: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه عبد الأعلى بن عامر والأكثر على تضعيفه اهـ. وقد ضعفه أحمد وأبو زرعة وابن سعد وقال النسائي: ليس بالقوي يكتب حديثه، وقال ابن معين: ليس بذاك القوي. قال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" ٦/٩٥ بعد أن ساق هذه الأقوال وغيرها: وصحح الطبري حديثه في الكسوف، وحسن له الترمذي وصحح له الحاكم وهو من تساهله اهـ.
ورواه ابن عدي في "الكامل" ٦/٢١٣٠: من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قال في القرآن برأيه فإن أصاب لم يؤجر".
وهذا إسناد تالف، الكلبي اسمه "محمد بن السائب بن بشر" لخص الحافظ ابن حجر قول أئمة الجرح والتعديل فيه فقال: متهم الكذب ورمي بالرفض اهـ.
وروى ابن عدي بسنده عن سفيان الثوري قال: قال لي الكلبي: قال لي أبو صالح: كل ما حدثتك فهو كذب. وأبو صالح هو باذام مولى أم هانيء بنت أبي طالب قال ابن معين: ليس به بأس وإذا روى عنه الكلبي فليس بشيء، وقال ابن حبان يحدث عن ابن عباس، ولم يسمع منه. "تهذيب التهذيب" ١/٤١٦-٤١٧، ولخص الحافظ ابن حجر القول فيه فقال: ضعيف مدلس اهـ.
وروى ابن أبي شيبة هذا الحديث في مصنفه ١/٥١٢ موقوفاً على ابن عباس، وفي إسناده عبد الأعلى بن عامر. ورواه الطبري في "تفسيره" ١/٤٣ موقوفاً على ابن عباس.
وفي الباب عن جندب بن عبد الله بلفظ "من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ" أخرجه الترمذي ٥/٢٠٠، وأبو داود ٤/٦٣-٦٤، والنسائي في الكبرى كما في "تحفة الأشراف" ٢/٤٤٤، وإسناده ضعيف علته سهيل بن أبي حزم، وهو ضعيف عندهم " تهذيب التهذيب ٤/٢٦١.

<<  <   >  >>