فالجواب: أن هذا النقل كذب وافتراء، من غير شك ولا امتراء، ثم لو فرضنا صحة هذا النقل لم يكن هذا القول عمن لا ينطق عن الهوى، بل لا يعجز الخصم الذي لا يخاف الله ولا يتقيه عن أكثر من هذا القول وأوخم، وأفحش منه وأعظم، وقد قدمنا من حال الشيخ ودعوته إلى الله، وحسن سيرته ما يعتبر به من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
فيا لك من آيات حق لو اقتدى ... بهن مريد الحق كن هواديا
ولكن على تلك القلوب غشاوة ... فليست وإن أصغت تجبي المناديا
وأما قوله:(وكذلك كان أبوه عبد الوهاب وهو من العلماء الصالحين يتفرس في الإلحاد، ويحذر الناس منه) إلخ.
فالجواب أن نقول: وهذا أيضاً من الكذب والبهتان، والزور والعدوان، بل كان والده يعظمه، ويعترف بالاستفادة منه، ولم ينقل عن والده هذا النقل من يعتد بنقله، وإنما يرميه بمثل هذا البهت، وينسبه إليه من جعل زوره وقدحه في أهل العلم والإيمان جسراً يتوصل منه، ويعبر إلى ما