للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن أبي عوانة في صحيحه. وابن القيم في "الكلم الطيب" له، والنووي في "الأذكار" والجزري في "الحصن الحصين" وغيرهم ممن لا يحصى من المحدثين. وهذا لفظ رواية ابن مسعود مرفوعاً، ورواية ابن مسعود موقوفاً عليه: "ليناد أعيونوني يا عباد الله") .

والجواب أن نقول: كل أسانيد هذه الروايات لا تخلو من مقال١، وعلى تقدير صحتها فليس فيه إلا نداء


١ لأنه روي من حديث ابن مسعود، وفي سنده: معروف بن حسان. قال ابن عدي في "الكامل" ٦/٢٣٢٦": منكر الحديث اهـ. وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٨/٣٢٣ عن أبيه: مجهول اهـ.
وذكره الذهبي في كتاب الضعفاء.
وأعله ابن حجر بالانقطاع بين عبد الله بن بريدة وابن مسعود رضي الله عنه نقل ذلك ابن علان في شرح الأذكار ٥/١٥٠.
ولفظ حديث ابن مسعود عند الطبراني في المعجم الكبير ١٠/٢٦٧: "إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة، فليناد: يا عباد الله احبسوا علي، فإن لله حاضراً سيحبسه عليكم".
وقد أخرج الحديث الطبراني -أيضاً- في المعجم الكبير ١٧/١١٧ عن عتبة بن غزوان –مرفوعاً- قال: "إذا ضل أحدكم شيئاً أو أراد أحدكم عوناً، وهو بأرض ليس فيها أنيس، فليقل: يا عباد الله أغيثوني. يا عباد الله أغيثوني، فإن لله عباداً لا نراهم".
قال الهيثمي في مجمع الزوائد ١٠/١٣٢: رواه الطبراني، ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم، إلا أن زيد بن علي لم يدرك عتبة اهـ.
قلت: وفي سنده عبد الرحمن بن شريك، قال أبو حاتم: واهي الحديث. وقال ابن حبان: ربما أخطأ. وفي السند أيضاً والده شريك بن عبد الله. قال الحافظ ابن حجر في التقريب: صدوق يخطئ كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء.
وفي السند انقطاع بين زيد بن علي وعتبة بن غزوان. كما تقدم في كلام الهيثمي. وكما ذكره ابن حجر، نقله عنه ابن علان في شرح الأذكار ٥/١٥٠.

<<  <   >  >>