فقتل جماعة من التجار ونهبوا، فكان من بجكم وأصحابه أمر قبيح عظيم حتى وجه إليه الراضي في ذلك فأمر أصحابه أن يكفوا، وطولب علي بن خلف بن طياب بالأموال الذي ضمنها فما قدر إلا على الشيء اليسير الوتح فوجه إلى قرى بعيدة فيحمل حنطة وشعيراً ويعز عليه من يشتريه. وكان الطالقاني صاحب بجكم، ويكنى أبا حامد في يد الحسن بن عبد الله فأطلقه وفارقه على أن يصلح الأمر بينه وبين بجكم ففعل ذلك وكان بينهم ما غمض على الراضي فلم يعلم حقيقته، وكلم بجكم الراضي في الحسن بن عبد الله أن يقبل الضريبة التي عليه ويرحل إلى بغداد، فقال له إني قد اتفقت مذ غرمت على الحركة إلى وقتي هذا مائة ألف دينار. وأخذ ابن رايق مثلها من بغداد فلم يزل يسأله إلى أن أجابه. وكان الراضي بالله وصل الجلساء ولم يصلني، لما في قلبه على من تكلفي المشورة. وعزم على الرحيل فمنته الإضاقة، ثم فورق على مال سير قدروه لنفقته إلى بغداد، على أنه يجيء من عند الحسن بن عبد الله، فرحل عن الموصل وأقام على نحن فرسخين منها ينتظر المال، واستبان الصواب فيما كان أشير عليه به، وضاق بمقامه ذرعاً. وكان في حراقة يدخل إليه فيها، فأمر راغباً الخادم أن يدخلني إليه مفرداً قبل وقت مجيء الجلساء، فأوصلني إليه فقال لي: كأني بك، وقد قلت في نفسك إني خطوت الرأي، وتركت الصواب. فقلت والله ما دار لي هذا بفكر، ولقد شغلني الغم عن ذلك حتى أرى سيدنا في دار ملكه مداوماً لسروره على عادته، فقال أما كنت حدثتني أن يحيى بن خالد البرمكي، قال لا أحمد على رأي ابتدأته