بخطأ فآل إلى صواب، لأني بالخطأ ابتدأته ولا علم لي بمآله. وكذلك لا أذمها على رأي ابتدأته بصواب فآل إلى خطأ فأنا كذلك ابتدأت أمري بصواب ولا أعلم المغيب. فقلت يوفق الله أمير المؤمنين ويعوضه ويبقيه، فقال الراغب أدفع إلى الصولي ما كان قبضه أصحابه ولم يقبضه، وزده مائة دينار، فأعطاني ألف درهم ومائتي دينار. وكان قبل أن يرحل من الموصل طلبني وقت الظهر فدخلت إليه، وكان قيد على كتاب بما كان من أمر ابن رايق مع ابني المأمون وكتب إلى ذكي كتاب مثله. ووردت كتب الناس بذلك.
وكان الرجالة المصافية يطالبون بأرزاقهم فأخروا فغضبوا وصاحوا: قد مضى القرامطة ففازوا بابن رايق، ونمضي نحن فنأخذ بيعة ابن المأمون. إلى أن وجه الحاجب فردهم، وضمن لهم ما أرادوه فقال لي الراضي حين دخلت إليه: هناك يا صولي قد أجلس جارك ابن المأمون خليفة، وميل بين الاثنين فاختاروا الكبير، والله لأطمعن الطير لحماً، وذكي الحاجب يسمع ذلك وخدم قيام فقلت لا أحياني الله إلى أن أرى مكان سيدنا غيره، وما أبعد هذا يا سيدي في نفسي، أيصلح للخلافة من خاب سبعين سنة، ومع هذا فوالله ما يحسنان شيئاً ولا يفهمانه فلما سمع قولي هذا ضحك منه، فلما ضحك انبسطت في الكلام فقلت أعداء هؤلاء كثير والتشنيع عليهم عظيم، ولعل هذا شنعه أعداؤهم عليهم. فرمى إلي بفصل من كتاب قد ذكر ما قاله فيه.
ودخل محمد بن حمدون ونحن في ذاك فأعاد عليه القول فسلك في