للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إليها فلما بلغه موافاة البريدي إليها رجع إلى بغداد في ذي الحجة، وعيد الناس الأضحى على سكون وسلامة.

وطالب الديلم التجار بأموال فصار إليهم رجل يعرف بعبدون المتضمن كان لأمر الزواريق المصعدة والمنحدرة من مدينة السلام والبصرة ففتح على الناس أبواباً من البلاء عظاماً، فلحقه قوم من غلمان التمارين وغيرهم وهو في سميرية فقتلوه وأخذوا رأسه، فنصبوه في التمارين فاضطرب الديلم لذلك وحملوا السلاح وقصدوا التمارين ليحرقوه ويتعدوا ذلك إلى ما يليهم من أسواق الكرخ فمنعهم كورتكين من ذلك، وضبط الديلم وجه إلى التمارين أن لا يعاودوا مثل هذا الفعل، فعد الناس هذا من أفضل آراء كورتكين وترتب في قلوب الناس من يعقل منهم، ويفهم مرتبة العقلاء.

ودخل كورتكين إلى المتقى لله ليستبين ما في نفسه قال إن أمرتني بحرب هذا الرجل حاربته وإن أمرتني بطاته أطعته، وإن أمرتني بأن أنصرف إلى المكان الذي ترسمني به فقال له بل حاربه، وأنا معك فقد جاء محارباً لأمري فخرج كورتكين فأقام بنواحي عكبرا بموضع يعرف بالأنابين.

وجاء جيش ابن رايق فحاربوهم أياماً فما أغنوا شيئاً، وكان الديلم مستظهرين عليهم.

وولي لؤلؤ إمارة جانبي بغداد لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي الحجة ولما رأى محمد بن رايق أنه لا حيلة له في الديلم وأنها قد عزت

<<  <   >  >>