وكانوا أودعوا في ليلة الثلاثاء أقواماً أموالاً ففازوا بها، وظهر لهم يسار بعد أن كانوا فقراء وجعل العامة لا يلقون أحداً متشبهاً بالديالم إلا قتلوه، وإن لم يكن منهم، ولا يرون مع أحد منهم دراهم إلا قالوا له أنت كنت مع الديلم، وأنت تدري أين هم فدلنا عليهم، ويقتلونه في الطريق بحضرة الناس. وكان ذلك مما لم يعهد فعل مثله أحد، وهذا كله فإنما جرى لركاكة مدبري أمر ابن رايق، وجهل من معه، وأن الخليفة ليس معه من يشير عليه ويعرفه الواجب من غيره، وقد كان يبلغ من هؤلاء الأعداء ما يجب عليها، بقتل أحسن من هذا، كما أمر رسول لله صلى الله عليه وبنهي العامة بعد أن ظفر بهم أن يتولوا بأيديهم قتل أحد حتى يصيروا بهم إلى سلطانهم. وكان قتل الديالم في دار الفيل في يوم الاثنين لخمس بقين من ذي الحجة. وأخبر يوسف بن يعقوب البازعجي خليفة لؤلؤ على الشرطة بمكان كورتكين، فركب فاستخرجه من درب سليمان بقرب الجسر من الجانب الغربي، وصار به إلى ابن رايق فحمله إلى دار السلطان، وقبض على أخته أم أصبهان فطولبا بالأموال فلم يعترفا بشيء فحبسا ونحن نعيد أمره.
وخلع على محمد بن رايق في يوم الثلاثاء لأربع بقين من ذي الحجة، وجعل أمير الأمراء، وطوق بطوق عظيم مكلل، بالجوهر وسور بسوارين، وجعل يشكو ثقل الطوق إلى أن نزل في دار مؤنس المظفر، ولزم الشرب ليله ونهاره أياماً متوالية.
وظهر أبو القاسم سلامة الحاجب، وظهر أحمد بن علي الكوفي