وهم جملة من المحدِّثين وغيرِهم ممن لم يكن لهم إلاَّ النقل لتفسير من سبقهم، ولم يكن لهم فيه أيَّ رأي واجتهاد، ومنهم: عبد الرزاق الصنعاني (ت:٢١١)، حيث تجده في كتاب التفسير يسنده في أغلبه إلى قتادة (ت:١١٧) من طريق شيخه معمر بن راشد الصنعاني (ت:١٥٤)، ولا تجد له أي نقد أو نقاشٍ لما يرويه، بل يكتفي بالإسناد إلى المفسرين، ويمكنُ أن يُطلقَ عليهم وعلى أمثالِهم «مشاركون في التَّفسيرِ».
ومع ذلك تجد أنَّ الذين كتبوا في طبقات المفسِّرين يَعُدُّون عبد الرزاق الصَّنعانيِّ (ت:٢١١) من المفسرين، وهذا فيه تَسَمُّحٌ وتجوُّزٌ، وقد فعلوا هذا مع غيره فعدُّوهم في طبقاتِ المفسِّرين؛ كعبد بن حميد (ت:٢٤٩)، وابن المنذر (ت:٣١٩)، وعبد الرَّحمن بن أبي حاتم (ت:٣٢٧)، وغيرهم من نَقَلَةِ التفسير الذين لم يتصدوا لترجيح الروايات ونقدها.
الثالث ـ المفسر الناقد:
وهو الذي يجمع مرويات المفسرين ويرجح بينها، وإمامُ هذه الطريقة ابنُ جرير الطبري (ت:٣١٠)(١)، حيث كان
(١) يقول الفاضل بن الطاهر بن عاشور في كتابه: التفسير ورجاله =