أما حكم الْقَدَرِيَّة فِي الدُّنْيَا فَإِنَّهُم يعاملون مُعَاملَة الْكفَّار فَلَا تُعَاد مرضاهم وَلَا تشيع موتاهم وَلَا يصلى خَلفهم وَلَا يجالسون وَلَا يكلمون وَلَا ينْكحُونَ وَذَلِكَ لقَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن مرضوا فَلَا تعودوهم وَإِن مَاتُوا فَلَا تشهدوهم وَلَا تصلوا عَلَيْهِم وهم شيعَة الدَّجَّال وَحقّ على الله أَن يلحقهم بالدجال // حسن لغيره //
وَأفْتى مَالك رَحمَه الله أَن لَا يصلى خلف القدري وَلَا ينْكح لَهُ وَسُئِلَ الْأَوْزَاعِيّ عَن القدري فَقَالَ لَا تُجَالِسُوهُمْ وَمنع غير وَاحِد من السّلف عَن مجالسة الْقَدَرِيَّة وَقد بَين ابْن بطة أَن الابتعاد عَن الْقَدَرِيَّة وَترك مجالستهم يعْصم الْمَرْء عَن فتنتهم اللَّهُمَّ إِلَّا إِذا كَانَ ذَلِك من رجل عَالم يُرِيد إِقَامَة الْحجَّة على الْقَدَرِيَّة وإجراء المناظرة مَعَهم لكَي يبين لَهُم فَسَاد مَذْهَبهم وخطر رَأْيهمْ الَّذِي قد يخفى على كثير من النَّاس فَلَا مَانع حِينَئِذٍ من إِجْرَاء المناظرة والمناقشة مَعَ الْقَدَرِيَّة اما جَزَاء المكذبين بِالْقدرِ فِي الْآخِرَة فَإِنَّهُ كفار من أَصْحَاب النَّار اسْتشْهد ابْن بطة على ذَلِك بِكَثِير من أَدِلَّة الْكتاب وَالسّنة والْآثَار المنقولة عَن السّلف من ذَلِك قَوْله تَعَالَى إِن الْمُجْرمين فِي ضلال وسعر يَوْم يسْحَبُونَ فِي النَّار على وُجُوههم ذوقوا مس سقر إِنَّا كل شَيْء خلقناه بِقدر
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ جَاءَ مُشْرِكُوا قُرَيْش إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخاصمونه بِالْقدرِ فَنزلت هَذِه الْآيَة {يَوْم يسْحَبُونَ فِي النَّار على وُجُوههم ذوقوا مس سقر} الْآيَة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute