للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ النَّاس مَه فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعْوَة كنت نَبيا وآدَم بَين الرّوح والجسد // صَحِيح // وَهَذَا يَعْنِي انه سببق فِي علم الله تَعَالَى قبل أَن يخلق نبيه وَكتب عِنْده فِي أم الْكتاب انه نَبِي هَذِه الْأمة ثمَّ خلقه الله عز وَجل نَبيا مُرْسلا كَمَا علم أزلا فَالْحَدِيث دَلِيل صَرِيح فِي إِثْبَات الْقدر

وَفِي الْأَثر عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ لقد أخرج الله آدم من الْجنَّة قبل أَن يدخلهَا يَعْنِي أَنه تَعَالَى قدر خُرُوج آدم من الْجنَّة قبل أَن يسكنهُ إِيَّاهَا لكَي يسكنهُ فِي الأَرْض مَعَ ذُريَّته إِلَى اجل مُسَمّى ثمَّ قَرَأَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ هَذِه الْآيَة {وَإِذ قَالَ رَبك للْمَلَائكَة إِنِّي جَاعل فِي الأَرْض خَليفَة} الْآيَة

وَمِمَّا أبطل بِهِ الْعلمَاء حجج المكذبين بِالْقدرِ وَمَا يَظُنُّونَهُ من ظلم الله لعَبْدِهِ إِذا جازاه على مَا قدره عَلَيْهِ من الضلال مِمَّا أبطل بِهِ الْعلمَاء ذَلِك مَا يرَاهُ سُفْيَان الثَّوْريّ وَأَبُو عِصَام الْعَسْقَلَانِي وَغَيرهمَا من أهل الْعلم من أَن الظُّلم والجور إِنَّمَا يكونَانِ من صِفَات الله لَو قُلْنَا بِوُجُوب هِدَايَة الله وعصمته للْعَبد أما وَإِن ذَلِك فِي حَقِيقَته تفضل مِنْهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَأمر الْفضل إِلَيْهِ يؤتيه من يَشَاء من عباده ويمنعه من يَشَاء وَلَا لوم يلْحقهُ فِي ذَلِك

وَمن الْأَشْعَار الَّتِي جَاءَ فِيهَا إِثْبَات الْقدر قَول لبيد

(إِن تقوى رَبنَا خير نفل ... وبإذن الله ريثي وَعجل)

(من هداه سبل الْخَيْر اهْتَدَى ... ناعم البال وَمن شَاءَ أضلّ)

وَقَول نَابِغَة أَيْضا

(وَلَيْسَ امْرُؤ نائلا من هَوَاهُ ... شَيْئا إِذا هُوَ لم يكْتب)

<<  <  ج: ص:  >  >>