للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كعهده لا يميل، وود كحاله لا يستحيل. نفسي وقاء نفسك، كما صدري وعاء ودك، ولساني ناشر فضلك، وضميري وقف على عهدك. بيننا عصم لا تنقض، وذمم لا ترفض. الله يعلم أن مودتك شعار ضميري، والاعتصام بعهدك بنية معتقدي. نلي قلب قريح، حشوة ود صحيح، وكبد دامية، كلها محبة نامية.

لطف الحال وتشبهها بالقرابة

حال هي القربى أو أخص، وامتزاج النفوس أو أمس. الحال بيننا أربت على المودة والحرمة، وأرمت على المشاركة والخلة، وعدت في شواجر الرحم واللحمة، ومزجت الدم بالدم، والمهجة بالمهجة. المودة إذا استمرت قواها، واستحصفت عراها، لم تبعد أن تزيد على الرحم وقرباها. قربي لا كقربى خالصة الوداد، ولا رحم أصدق وأدنى من صدق النية والاعتقاد، وبيننا من ذلك ما يضمنه الدوام والتأبيد. وتفتقر إليه القربات والمواليد. رب طارف مودة يفوق في الخلوص والصفاء، منازل التشابك في القربى والإخاء. المعرفة عند الكرام ذمة، والمودة لحمة. زاد في أمري على ما يبلغه الأخ وابن العم، والمتناسبون باللحم والدم. صورته لدي صورة الأخ، ووده أرسخ، ومحله محل العم، أو اشتراكة أعم.

الاختصاص والاتحاد

محبة لا تتميز معها الأرواح، إذا ميزت الأشباح، ومخالصة لا تتباين بها النفوس والمهج، وإن تباينت الأشخاص والصور. نحن كالنفس الواحدة لا تجزؤ ولا انقسام، ولا تميز ولا انفصام. النفوس ممتزجة، ولأملاك مشتركة، والنعم متفاوضة، وذات البين صافية، ودخائل الصدور خالصة. نحن نرتضع لبان الممازجة، ونأوي إلى ولاء المودة، ووراثة الإخاء والمشاركة، أرى به

<<  <   >  >>