للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

[كتاب الشوارد والفوارد]

وما يشبهها

هبوب ريح الأقبال

قد ركب من الإقبال مطية لم تقف به إلا على الغاية، وسلك من السعادة طريقاً لن يؤديه إلا إلى الزيادة. قد امتطى ظهر الإقبال، وشافه درك الآمال. هب عليه نسيم الثروة، وتمهد له فراش النعمة. زفت إليه الأيام أبكار النعم، وأتحفته ببواكير المنح. اقترن النجح بمطلبه، واقترب من مقصده. امتد عليه ظل النعمى، وجناح الغنى. ظهرت على أموره أمارات الإقبال، ورفرفت حوله طير حسن الحال. أفاق من سقم الفاقة، واتسع بعد الإضافة.

تباشير النجح والغنى

شارف نيل الإرادة، وشافه لسان السعادة، وابتسم له ثغر الأمل، وآذن بالنجاح في أقرب أمد. قد لاح النجاح وانتشر نوره، ولمعت تباشيره. إن ما يبدو من تباشير النجاح، يضاهي فلق الإصباح، الذي يتلوه طلوع الشمس وإشراقها، واستضاءة العيون والنفوس بها وارتفاقها، أو الغيث رش ثم قطر، ومبادي الشجر ورق ثم زهر. هل يرتجى الغيث إلا بمخائله، ويستدل على أواخر الأمر إلا بأوائله.

<<  <   >  >>