للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سلامة الأولياء على الحرب

عادوا منصورين موفورين لم تمسسهم جراح، ولا عضهم سلاح. لم يمسسهم قرح، ولم ينلهم جرح. لم يصبهم ثلم، ولا مسهم كلم. لم يمسسهم سوء، ولم يشمت بهم عدو.

جلالة شأن الفتح وعظم موقعه وحسن آثاره

كتابي والزمان ضاحك السن، متظاهر البشر، والدنيا مشرقة الجو، مضيئة الأفق، للفتح الذي تفتحت له أبواب الشرف والمجد، وتفتقت أنوار الملك والعدل. كتبت والأرض ريا ضاحكة، والدنيا خضراء ناضرة، وفجر الإسلام عال ساطع، وسيف الإيمان ماض قاطع، والبلدان ملأى تهانيء وبشارات، والأولياء شورى بين أفراح ومسرات، لما بشر به كتاب مولانا من الفتح الذي نطقت به ألسنة الشكر، وارتاحت له أندية الفضل. قد جل هذا الفتح عن تطلب نعوته بتصريف الأقوال، وتفخيم شؤونه بضرب الأمثال، وصار التمويل على ما قد تمكن في القلوب من حاله، واستقر في النفوس من جلاله. لأن آثاره تنظم حاشيتي الشرق والغرب. الفتح الذي أصبح الإسلام به متسع النطاق، والعدل ممدود الرواق، والسلطان ساطع الإشراق. محروساً من عدوه المراق، ونزغة الشقاق. الفتح الذي تفتحت له عيون الزمان، وأشرق بأنواره الخافقان. الفتح الواضح قدمه على ناصية الشمس، الماحق بضيائه أنوار البدر، الضارب برواقه من فوق النجم، الجاثم بجلاله على رقاب الدهر، الماد يديه إلى الشرق، ينظمه إلى أقاصي الغرب. الفتح المبسوط بين المشرقين شعاعه، الممدود على الخافقين شراعه. أجل بشرى أسفرت عنها الأيام والليالي، وسفرت فيها البيض والعوالي.

؟ إشاعة خبر الفتح

أشيع خبر إشاعة اهتزت لها أعواد المنابر، وعرفها البادي معرفة الحاضر

<<  <   >  >>