فعل أعطى هو فعل متعدي ولازم فهل نقول على هذا الفعل أن السلوك الخاص به في الجملة سلوك لازم أي فعل متعدي أم حذف مفعول؟ قسم يقول أنه هذا حذف وقسم يقول عدم ذكر. حذف عندما يقتضي التعبير الذكر، مثل جملة الصفة لا بد أن يكون فيها ضمير يعود على الموصوف (يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار) ويمكن أن نحذف كما في قوله تعالى: (واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا) هذا حذف. العائد للذكر فإذا حذف نقول محذوف كقوله:(ذرني ومن خلقت وحيدا) حذف الهاء في (خلقته) . فيما عدى الذكر تنزيل المتعدي منزلة اللازم: لا يحتاج إلى مفعول (إن في ذلك لآيات لقوم يعلمون) أو لقوم يفقهون، يسمعون، لا يحتاج هنا إلى مفعول ولا يريد أن يقيد العلم بشيء. وفي قوله:(لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك من الله شيئاً) أراد أصل المسألة فلم يرد أن يقيد السمع أو البصر بشيء معين أما في (ولا يغني عنك من الله شيئاً) فيها ذكر وإطلاق، وهل المعنى لا يغني عنك إغناءً أو شيئاً من الأشياء؟ كل واحدة لها معنى وليست الأولى كالثانية.
كذلك الفعل (اتقى) . معنى اتقى هو احترز وحذر. والفعل اتقى هنا يراد به الإطلاق أيضاً ولم يقيده سبحانه بشيء فقد يقول (اتقوا النار أو اتقوا يوماً) ولكن هنا جاء الفعل مطلقاً. فأما من أعطى واتقى تدل على أنه اتقى البخل.