وإذا جاءت (إذا) و (إن) في نفس الآية تدل (إذا) على الكثير و (إن) على الأقل كما في قوله تعالى: (وإن تعجب فعجب قولهم ءإذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد.) سورة الرعد، آية ٥، والآية:(يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا) سورة المائدة، آية ٦، فإقامة الصلاة أكثر حدوثا من الجنابة لذا استعملت (إذا) مع إقامة الصلاة و (إن) مع الجنب. والآية:(فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن ما على المحصنات من العذاب) سورة النساء، آية ٢٥. فالمحصنات أكثر من اللواتي يأتين بفاحشة مبينة.
(إذا) وردت في القرآن الكريم في ٣٦٢ موقعاً ولم تأت في موقع غير محتمل البتة فإما أن تأتي بأمر مجزوم بوقوعه كما في الآيات التي تصف الآخرة كقوله: (إذا الشمس كورت، وإذا النجوم انكدرت ... ) وقوله: (إذا السماء انفطرت، وإذا الكواكب انتثرت..) لأن كل آيات الآخرة مقطوع بحصولها، او كثير الحصول كما ورد سابقاً.
(إن) تستعمل لما قد يقع ولما هو محتمل أو مشكوك فيه أو نادر أو مستحيل كما في قوله: (أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا) الموقف هنا افتراضي، وقوله:(وإن يروا كسفا من السماء ساقطا..) لم يقع ولكنه احتمال. وقوله تعالى:(انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه..) افتراضي واحتمال وقوعه.
والتردي حاصل والتردي إما أن يكون من الموت أو الهلاك، أو تردى في قبره، أو في نار جهنم فماذا يغني عنه ماله عندها؟ وهذه ليست افتراضاً وإنما حصولها مؤكد وهي أمر حاصل في كل لحظة ولهذا السبب جاء بلفظ (إذا) بدل (إن) لأن (إذا) مؤكد حصولها) و (إن) مشكوك فيها أو محتمل حدوثها. وهذه إهابة بالشخص أن لا يبخل أو يطغى أو يكذب بالحسنى، إذن لا مفر منه فلماذا يبخل ويعسر على الآخرين ويطغى ويكذب بالحسنى؟
- قوله (إن علينا للهدى - وإن لنا للآخرة والأولى -) .