للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الآخرة في سورة الضحى جاءت مقابل الأولى ولم تأت مقابل الدنيا فلم يقل وللآخرة خير لك من الدنيا. ومعنى الآية أن ما يأتي خير لك أيها الرسول مما مضى؛ أي من الآن فصاعداً فيما يستقبل من عمرك هو خير لك من الأولى وأكد ذلك باللام في كلمة وللآخرة. وقد حصل هذا بالفعل فكل ما استقبل من حياته - صلى الله عليه وسلم - خير له مما حصل.

فلماذا لم يقل خير لك من الدنيا؟

لأنه لو قالها لما صحت إلا في الآخرة فكأنما حصر الخير في الآخرة فقط ونفى حصول الخير فيما يستقبل من حياته - صلى الله عليه وسلم - وهذه الآية توكيد لما سبقها في قوله تعالى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى.

ولماذا قال تعالى (لك) ولم يقل وللآخرة خير من الأولى؟

هذه السورة وسورة الشرح هما خاصتان بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو المخاطب المباشر بهما ولو قال تعالى: "وللآخرة خير من الأولى" لما صح هذا القول لأنه سيكون عاماً للناس جميعاً وهذا ما لا يحصل وعندها ستفيد الإطلاق ولا يصح على عمومه لان بعض الناس آخرتهم شر لهم من أولاهم ولا يصح هذا الكلام على إطلاقه إنما لا بد من أن يخصص المعنى وهو للرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - بالذات ولهذا قال تعالى (وللآخرة خير لك من الأولى)

- قوله (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)

ما هي علاقة هذه الآية بما سبقها من الآيات؟

سوف دالة على الاستقبال وقد سبق أن قال تعالى (وللآخرة خير لك من الأولى) وهي تدل أيضاً على الاستقبال وجاء أيضاً باللام في (ولسوف) وأكده بنفس التوكيد باللام في (وللآخرة)

ولماذا لم يحدد العطاء بشيء ما وإنما قال ولسوف يعطيك ربك فترضى؟

<<  <   >  >>