المرية: فيها شك. لم يقل سبحانه أفتجادلونه إنما قال أفتمارونه لأن المِرية تختلف عن الجدال، فالكفار كانوا يشككون في الرواية وليس في الأفكار كما في قوله (إن الذين يمارونك في الساعة)(يمارون في الساعة) أي يجادلون في الساعة لأن لا أحد رآها، أما الرؤية فهي ليست موضوع نقاش في هذه السورة (أفتمارونه على ما يرى) أي لا يُمارى على رؤيته - صلى الله عليه وسلم - والملاحظ هنا استخدام حرف (على) أما في الآية السابقة استخدم الحرف (في) .
ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنّة المأوى: استخدم كلمة نزلة وليس كلمة (مرّة) لأن النزلة من النزول فقال ولقد رآه نزلة أخرى أي عند نزوله - صلى الله عليه وسلم - رأى جبريل وهذا دليل على أنه - صلى الله عليه وسلم - صعد إلى مكان أعلى من الذي وصل إليه جبريل وفي رحلة عودته - صلى الله عليه وسلم - رأى جبريل عند نزوله وهذا مصداق الحديث أن جبريل - عليه السلام - قال للرسول - صلى الله عليه وسلم - تقدم وقال لو تقدمتُ لاحترقت.
اختيار سدرة المنتهى: المنتهى هي آخر شيء وآخر نقطة ومكانها عند جنّة المأوى.
إذ يغشى السدرة ما يغشى: وفي هذه الآية أمور لا نعرفها نحن فالله أعلم بمجريات هذه الرحلة وما فيها وما رآه الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيها وما في السدرة وما يغشاها.