ما زاغ البصر وما طغى: زاغ من الزيغان وهو الذهاب يميناً وشمالاً أما الطغيان فهو مجاوزة الحدّ والقدر والتطلع إلى ما ليس له. بمعنى أنه - صلى الله عليه وسلم - في رحلته ما مال بصره ولا جاوز قدره بل وقف في المكان الذي خُصص له وفي هذا مدح للرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد وقف بصره في المكان المحدد له مع أن المكان يستدعي أخذ البصر والإلتفات. وقد سبق أن نفى الله تعالى عن رسوله - صلى الله عليه وسلم - الضلال والغواية في الأرض وكذلك نفى عنه أن يكون زاغ بصره أو طغى في السموات فهو لم يتجاوز لا في الأرض ولا في السماء فسبحان الله تعالى وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
لقد رأى من آيات ربه الكبرى:(مِن) يقال لها التبعيضيّة. لم يرى كل شيء لكن الرحلة كان لها منهجاً معيناً وجاء بالكبرى فيه تكريم آخر للرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه رأى بعض الآيات الكبرى. والسورة كلها فيها تكريم للرسول - صلى الله عليه وسلم - وهذه الآية مبنية على الإبهام وهذا الإبهام للتعظيم. وأُورد ما فسّره الشيخ الشعراوي رحمه الله فهو في خواطره يرى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - رأى من آيات ربه الآية الكبرى والله أعلم بها هذا.