للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكذلك نسأل هل قال برهانان أو تسع آيات؟ قال تعالى في سورة القصص (اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ {٣٢} ) أما في سورة النمل فقال تعالى (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ {١٢} ) . والجواب أنه قال كلاهما لأن في سورة القصص الأمر لموسى بالذهاب إلى فرعون وملئه أي خاصة مجلسه وهنا ذهب بآيتين هما العصا التي تنقلب حية واليد التي تخرج بيضاء. أما في سورة النمل فالأمر إلى موسى بالذهاب إلى فرعون وقومه وهنا ذكر تسع آيات لأن الحشد أكثر وهو القوم احتاج ذكر أكثر الآيات فجاء ذكر تسع آيات. وأما سبب الإختيار فيعود للقصة ففي سورة القصص قلنا أنها مبنية على الخوف أما في سورة النمل فهي مبنية على القطع والقوّة.

سورة الذاريات: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ {٢٤} إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ {٢٥} فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ {٢٦} ) .

سورة الحجر: (وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْراَهِيمَ {٥١} إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ {٥٢} قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ {٥٣} ) .

فلماذا لم يرد السلام في الحجر ولم يستكمل القصة كما في سورة الذاريات؟ هذا ليس اختلافاً في القصة ولكن اختلاف في ذكر المشاهد للقصة.

<<  <   >  >>