كذلك قوله تعالى في سورة فصلت (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {٣٤} ) الإستواء لابد أن يكون له طرفين فنقول لا يستوي فلان وفلان. ويمكن القول لا تستوي الحسنة والسيئة بحذف (لا) كما قال تعالى (وما يستوي الأعمى والبصير) فلماذا جاء بـ (لا) هنا؟ النحاة يقولون أن (لا) مزيدة للتوكيد لكن لها دلالة أخرى غير الزيادة في التوكيد فلو قال لا تستوي الحسنة والسيئة فالمعنى واحد واضح لكن زيادة (لا) تفيد أن الحسنات لا تستوي بين بعضها لأن بعض الحسنات أفضل وأعظم من بعض، وكذلك السيئات لا تستوي فيما بينها فهناك سيئات أعظم من سيئات وكذلك الحسنات لا تستوي مع السيئات وهكذا باستخدام (لا) في الآية أفادت هذه المعاني الثلاثة. وكذلك قوله تعالى (وما يستوي الأحياء ولا الأموات) تدل على معاني ثلاث هي أن الأحياء لا يستوون فيما بينهم والأموات لا يستوون فيما بينهم والأحياء والأموات لا يستوون أيضاً وهذه المعاني كلها مُرادة وكذلك قوله تعالى (ولا الظلمات ولا النور) .
الفهرس
أسرار البيان في التعبير القرآني........................................................ ١
تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث................................................. ٩
التقديم والتأخير في القرآن الكريم.......................................................١٥
أمثلة أخرى على التقديم والتأخير.......................................................٣٤
موضوع القطع في القرآن الكريم......................................................٤١
مقاصد الذكر والحذف في الحروف في القرآن الكريم....................................٤٣
الفاصلة القرآنية من حيث المعنى.......................................................٥١
موضوع التشابه والإختلاف في القرآن الكريم..........................................٥٤
التوسّع في المعنى في القرآن الكريم.....................................................٦١