للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كلمة (القَصص) مذكر مثل كلمة (عدد) وكلمة (قَصص) مذكر وهي ليست جمع قصة وإنما (القَصص) هنا بمعنى السرد أي بمعنى اسم المفعول أي المقصوص. وقد جاء في سورة يوسف قوله تعالى في أول السورة (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ {٣} ) وهي قصة واحدة هي قصة يوسف - عليه السلام - فجاءت الآية باستخدام (ذلك) (ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ {١٠٢} ) ، أما في سورة هود فقد جاء فيها مجموعة من قَصص الأنبياء فاقتضى أن تأتي الآية باستخدام (تلك) (تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ {٤٩} ) .

١٥٥- ما دلالة تركيبة (ألم تر) في قوله تعالى في سورة الفيل (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) ؟

(ألم تر) فيها دلالتان لغويتان: فقد تكون استفهام عن الرؤية القلبية أو البصرية بمعنى: ألم تر فلان؟ رؤية بصرية أو قلبية لكن عندما نقول: "ألم تر إلى " أو " ألم تر كيف " تكون بمعنى التعجيب كما جاء في قوله تعالى في سورة الفرقان (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً {٤٥} ) بمعنى ألم ينته علمك إلى ذلك؟ ألم تعلم؟ لأن (ألم تر كيف) و (ألم تر إلى) لها دلالة أخرى غير الدلالة التي نسأل فيها ألم تر فلان؟.

١٥٦- ما دلالة الواو في قوله تعالى (وويل للكافرين من عذاب شديد) ؟

قال تعالى في سورة إبراهيم (اللهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ {٢} ) الواو هنا ليست للعطف وإنما هي إستئنافية.

<<  <   >  >>