للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

١٥٧- ما دلالة استخدام صيغة المبالغة في قوله تعالى (وما ربك بظلاّم للعبيد) علماً أن صيغ المبالغة لا تنفي الحدث؟

يتساءل السائل عن أن الآية تنفي أن يكون الله تعالى ظلاّماً فهل هذا النفي يشمل أن يكون ظالماً حاشاه سبحانه؟. الحقيقة أنه لو أن أي شخص ظلم مجموعة من الناس حتى لو كان الظلم بسيطاً يكون ظلاّماً وليس ظالماً فإذا كثر المظلومون أصبح ظلاّماً أما إذا ظلم شخصاً واحداً مرة فيكون ظالماً والملاحظ في الآية أن الله تعالى قال (وما ربك بظلاّم للعبيد) أي جاء بصيغة الجمع في كلمة (العبيد) والعبيد جمع كثرة أصلاً كما قال في آية أخرى (علاّم الغيوب) باستخدام (الغيوب) وهي جمع كثرة. إذن عندما يجمع الصفة ويبالغ بها أي يستخدم صيغة المبالغة كما في الآيتين وإذا أفرد يفرد الصيغة كما قال تعالى (عالم الغيب) ولم يقل عالم الغيوب. وهناك رأي آخر أن هذا هو النسب أي أنه ليس بذي ظلم كما يقال في اللغة (لبّان) للنسب لأن صيغة فعّال تأتي للنسب. وإذا أخذنا الرأيين نجد أنهما يقتضيان استخدام صيغة المبالغة في ظلاّم.

وقد قلت سابقاً حول استخدام صيغة المبالغة (علاّم الغيوب) : أن (علاّم) تأتي لتفيد الكثرة مع كلمة (الغيوب) التي هي جمع ولم يقل تعالى (عالم) مع (الغيوب) ، وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى (خالق بشراً) خالق لبشر واحد (تفيد الحدوث بالمخلوق) ولم يقل (خلاّق) إلا عندما اقتضى المبالغة في السموات والأرض (بلى وهو الخلاّق العليم) . فصفاته سبحانه كلها مطلقة وتدل على الثبوت مثل غافر الذنب، قابل التوب.

١٥٨- لماذا حُدد المكان ولم يُحدد الزمان في الآية الأخيرة من سورة لقمان؟

<<  <   >  >>