(قد) إذا دخلت على الماضي تفيد التحقيق وإذا دخلت على المضارع لها أكثر من معنى، منها التقليل (قد يصدق الكذوب) تقليل، لكن قد تأتي للتكثير والتحقيق مع دخولها على المضارع. لكن المشهور عند الطلبة أنها إذا دخلت على المضارع تكون للتقليل وهذا جانب من جوانب معانيها. (قد) تكون للتقليل وقد تكون للتحقيق (قد يعلم ما أنتم عليه) تحقيقاً أو للتكثير ويضربون مثلاً قوله تعالى (قد نرى تقلب وجهك في السماء) أي كثيراً ما تنظر إلى السماء. (قد) إذا دخلت على المضارع ليست مقتصرة على التقليل لكن التقليل من معانيها. إذن (قد) إذا دخلت على الماضي تفيد التحقيق وإذا دخلت على المضارع يكون من معانيها التقليل.
سؤال ٥: قال تعالى (أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (١٧) النحل) و (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ (٧٣) الحج) و (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (١٤) المؤمنون) كيف نفسر أحسن الخالقين؟ وهل هناك خالق غير الله؟
الخَلْق في اللغة لها معنيان: الخلق ابتداء أي إيجاد من العدم وهذا خاص بالله سبحانه وتعالى، وخلق بمعنى تصوير الشيء (صوّره) وهذا يصح لأن يكون لغير الله تعالى. إذا كان الخلق بمعنى الإيجاد من العدم فهو لله تعالى. قال تعالى على لسان المسيح في القرآن (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ (٤٩) آل عمران) أي أصوّر من الطين. وفي خطية الحجاج قال (ولا أخلق إلا فريق) . فالخلق له معنيين. (أحسن الخالقين) يصح أن تكون لأنها ليست خاصة بالإيجاد من العدم وإنما هو أحد المعاني والمعنى الآخر هو التصوير.