سؤال ٦: ما دلالة استخدام المذكر أولاً ثم المؤنث في قوله تعالى (وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (٣١) الأحزاب) ؟
الكثير في كلام العرب أن (من) و (ما) يُبدأ بلفظها ثم يؤتى بعدها بمعناها. (من) قد تكون لفظته مفرد مذكر والمعنى يختلف قد يكون مؤنث، أو قد يكون مثنى أو قد يكون جمع. (من) و (ما) لهما حكم واحد لها لفظ ولها معنى، اللفظ مفرد مذكر فيُبدأ في الأصل وهو الكثير يُبدأ النظر إلى لفظها وهو مفرد مذكر ثم يؤتى بمعناها بعد ذلك، قال تعالى (وَمَن يَقْنُتْ) مفرد مذكر ثم يأتي (مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا) . أولاً يبدأ باللفظ وهو المفرد المذكر أياً كان المعنى جمع، مؤنث، مثنى، هذا الغالب في كلام العرب أن يبدأ بالمفرد المذكر يعني لفظها ثم يؤتى بمعناها (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (٨) البقرة) هذا هو الغالب في كلام العرب وفي القرآن الكريم، (مَن يَقُولُ) مفرد ما قال من يقولون، و (وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ) جمع. ويبدأ كلام العرب والقرآن الغالب فيه أن يبدأ بالمفرد المذكر ثم بعد ذلك يذكر المعنى. (من) تستعمل للمذكر والمؤنث أصلاً والمفرد والمثنى والجمع (وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ) ولم يقل من تقنت مع أنه يجوز لكن هذا الغالب في كلامهم. هذا الحكم العالب إلا لغرض بلاغي يخالف هذا الشيء مثل (وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ (٤٢) وَمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ (٤٣) يونس) وقد ذكرها الدكتور حسام النعيمي بالتفصيل (اضغط هنا) هذا هو السمت العام للتعبير. (يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (٣٠) الأحزاب) مفرد مذكر هذه قاعدة وهذا هو الغالب وهذا كلام العرب لأن (من) و (ما) لها أمران: لها لفظ ولها معنى، اللفظ مفرد مذكر فيعامل اللفظ ثم بعد ذلك يعود على المعنى. نقول أنه من أراد أن يفهم القرآن فلا بد أن يفهم لغة العرب. (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ
ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (٤٩) التوبة) جمع لم يقل سقط، هذا هو الغالب في كلام العرب.
إذن (من) و (ما) تعامل أولاً باللفظ وهو مفدر مذكر ثم بعد ذلك يبين المقصود والقرآن على لسان العرب (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (١٩٥) الشعراء) .