للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمة]

...

كتاب التوحيد للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب ١١١٥- ١٢٠٦هـ رحمه الله

وكتاب القول السديد في مقاصد التوحيد

للشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي ١٣٠٧- ١٣٧٦هـ رحمه الله

اعتنى به وخرج أحاديثه د. المرتضى الزين أحمد

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} ١. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} ٢. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} ٣.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار٤.

أما بعد، فإن توحيد الله وإفراده بالعبادة أساس هذا الدين، وهو الغاية التي خلق الله الثقلين- الجن والإنس- لتحقيقها، قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} ٥. وقد أمر الله تعالى الناس كلهم بعبادته كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ٦. ولقد بعث سبحانه الرسل كلهم للدعوة لتوحيده وإفراده بالعبادة {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} ٧، {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} ٨.


١آل عمران: ١٠٢.
٢النساء: ١.
٣الأحزاب: ٧٠- ٧١.
٤هذه تسمى خطبة الحاجة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستفتح بها خطبه ومواعظه، رواه مسلم في صحيحه: كتاب الجمعة باب خطبته صلى الله عليه وسلم في الجمعة (٦/١٥٣) مع شرح النووي، والبيهقي في سننه (٣/٢١٤) ، وأحمد في مسنده (١/ ٣٩٢) وغيرهم..
٥الذاريات: ٥٦.
٦البقرة: ٢١.
٧النحل: ٣٦.
٨الزخرف: ٤٥.

 >  >>