للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن مسعود: من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه فليقرأ قوله تعالى:

{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} إلى قوله: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيما} ١ الآية ٢.

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: (كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار، فقال لي: "يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله"؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا، قلت: يا رسول الله، أفلا أبشر الناس؟ قال: لا تبشرهم فيتكلوا" أخرجاه في الصحيحين ٣.

فيه مسائل:

الأولى: الحكمة في خلق الجن والإنس.

الثانية: أن العبادة هي التوحيد؛ لأن الخصومة فيه.

الثالثة: أن من لم يأت به لم يعبد الله، ففيه معنى قوله: {وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} ٤.

الرابعة: الحكمة في إرسال الرسل.

الخامسة: أن الرسالة عمت كل أمة.

السادسة: أن دين الأنبياء واحد.

السابعة: المسألة الكبيرة: أن عبادة الله لا تحصل إلا بالكفر بالطاغوت، ففيه


١ سورة الأنعام آية: ١٥١- ١٥٣.
٢ رواه الترمذي (السنن) ٥ / ٢٦٤ (كتاب تفسير القرآن) (باب ومن سورة الأنعام) حديث رقم ٣٠٧٠ وقال: (هذا حديث حسن غريب) . وفي إسناده (داود الأودي) وهو داود بن يزيد الأودي قال فيه ابن حجر في (التقريب) ١ / ٢٣٥: ضعيف. اهـ.
٣ رواه البخاري في صحيحه: كتاب الجهاد باب اسم الفرس والحمار (٣ / ١٠٤٩) حديث رقم (٢٧٠١) . ومسلم: كتاب الإيمان, باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا (١ / ٥٨) حديث رقم (٣٠) .
٤ سورة الكافرون آية: ٣.

<<  <   >  >>