وفي المسند والسنن عن ابن الديلمي، قال: أتيت أبي بن كعب، فقلت له: في نفسي شيء من القدر، فحدثني بشيء، لعل الله يذهبه من قلبي، فقال:"لو أنفقت مثل أحد ذهبا ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا لكنت من أهل النار". قال: فأتيت عبد الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وزيد بن ثابت، فكلهم حدثني بمثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح، رواه الحاكم في صحيحه١.
فيه مسائل:
الأولى: بيان فرض الإيمان بالقدر.
الثانية: بيان كيفية الإيمان به.
الثالثة: إحباط عمل من لم يؤمن به.
الرابعة: الإخبار بأن أحدا لا يجد طعم الإيمان حتى يؤمن به.
الخامسة: ذكر أول ما خلق الله.
السادسة: أنه جرى بالمقادير في تلك الساعة إلى قيام الساعة.
السابعة: براءته صلى الله عليه وسلم ممن لم يؤمن به.
الثامنة: عادة السلف في إزالة الشبهة بسؤال العلماء.
التاسعة: أن العلماء أجابوه بما يزيل شبهته، وذلك أنهم نسبوا الكلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط.
١ رواه أبو داود (السنن) ٥ /٧٥ (كتاب السنة) (باب في القدر) حديث رقم (٤٦٩٩) . وابن ماجه (السنن) ١ /٢٩-٣٠ (المقدمة) (باب في القدر) حديث رقم (٧٧) . والإمام أحمد (المسند) ٥ /٨٢. ولم أقف عليه في (المستدرك) للحاكم ولعله أراد ابن حبان في (صحيحه) (موارد الظمآن) ص٤٥٠ حديث رقم (١٨١٧) . قال المنذري في (مختصر السنن) ٧ /٦٩: (وفي إسناده سعيد بن سنان الشيباني, وثقه يحيى بن معين وغيره, وتكلم الإمام أحمد وغيره) . وقال فيه ابن حجر في (تقريب التهذيب) ١ /٢٩٨: (صدوق له أوهام) . وصححه الألباني في تخريج (السنة) لابن أبي عاصم ١ /١٠٩.