للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو" ١٢.

ولمسلم عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "هلك المتنطعون". قالها ثلاثا"٣.

فيه مسائل:

الأولى: أن من فهم هذا الباب وبابين بعده تبين له غربة الإسلام، ورأى من قدرة الله وتقليبه للقلوب العجب.

الثانية: معرفة أول شرك حدث على وجه الأرض أنه بشبهة الصالحين.

الثالثة: أول شيء غير به دين الأنبياء، وما سبب ذلك مع معرفة أن الله أرسلهم.

الرابعة: قبول البدع مع كون الشرائع والفطر تردها.

الخامسة: أن سبب ذلك كله مزج الحق بالباطل.

فالأول: محبة الصالحين.

والثاني: فعل أناس من أهل العلم والدين شيئا أرادوا به خيرا، فظن من بعدهم أنهم أرادوا به غيره.

السادسة: تفسير الآية التي في سورة نوح.

السابعة: جبلة الآدمي في كون الحق ينقص في قلبه والباطل يزيد.

الثامنة: فيه شاهد لما نقل عن السلف أن البدع سبب الكفر.


١ النسائي: مناسك الحج (٣٠٥٧) .
٢ رواه النسائي في (السنن) ٥ / ٢٦٨ (كتاب مناسك الحج) (باب التقاط الحصى) . وابن ماجه في (السنن) ٢ / ١٠٠٨ (كتاب المناسك) (باب قدر حصى الرمي) حديث رقم (٣٠٢٩) . والإمام أحمد في (المسند) ١ / ٢١٥ و ٣٤٧ ثلاثتهم من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -. قال شيخ الإسلام في (اقتضاء الصراط المستقيم) ص ١٠٦: (هذا إسناد صحيح على شرط مسلم) . اهـ.
٣ رواه مسلم: كتاب العلم باب هلك المتنطعون (٤ / ٢٠٥٥) حديث رقم (٢٦٧٠) .

<<  <   >  >>